السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
موسوعه الفرق والمذاهب (12) "العلويون- النصيريون"
التعريف
النصيرية حركة باطنية ظهرت في القرن الثالث للهجرة، أصحابها يعدون من غلاة الشيعة الذين زعموا وجوداً إلهياً في علي وألهوه به، مقصدهم هدم الإسلام ونقض عراه وهم مع كل غاز لأرض المسلمين، ولقد أطلق عليهم الاستعمار الفرنسي لسوريا اسم العلويين تمويهاً وتغطية لحقيقتهم الرافضية والباطنية.
أبرز الشخصيات
مؤسس هذه الفرقة أبو شعيب محمد بن نصير البصري النميري ( ت 270ه ) عاصر ثلاثة من أئمة الشيعة وهم علي الهادي( العاشر ) والحسن العسكري ( الحادي عشر ) ومحمد المهدي (الموهوم ) (الثاني عشر).
_ زعم أنه الباب إلى الإمام الحسن العسكري، وأنه وارث علمه، والحجة والمرجع للشيعة من بعده، وأن صفة المرجعية والبابية بقيت معه بعد غيبة الإمام المهدي.
_ ادعى النبوة والرسالة وغلا في حق الأئمة إذ نسبهم إلى مقام الألوهية.
· خلفه على رئاسة الطائفة محمد بن جندب.
· ثم أبو محمد عبد الله بن محمد الجنان الجنبلاني 235 _ 287 ه من جنبلا بفارس، وكنيته العابد والزاهد والفارسي، سافر إلى مصر وهناك عرض دعوته إلى الخصيبي.
· حسين بن علي بن الحسين بن حمدان الخصيبسي: المولود سنة 260 ه مصري الأصل جاء مع أستاذه عبد الله بن محمد الجنبلاني من مصر إلى جنبلا، وخلفه في رئاسة الطائفة، وعاش في كنف الدولة الحمدانية بحلب كما أنشأ للنصيرية مركزين أولهما في حلب ورئيسه محمد علي الجلي والآخر في بغداد ورئيسه علي الجسري.
_ وقد توفي في حلب وقبره معروف بها وله مؤلفات في المذهب وأشار في مدح آل البيت وكان يقول بالتناسخ والحلول.
· انقرض مركز بغداد بعد حملة هولاكو عليها.
· انتقل مركز حلب إلى اللاذقية وصار رئيسه أبو سعد الميمون سرور بن قاسم الطبراني 358 _ 427 ه.
· اشتدت هجمات الكراد والتراك عليهم مما دعاهم إلى الإستنجاد بالأمير حسن المكزون السنجاري 583 _ 638ه ومداهمة المنطقة مرتين، فشل في حملته الولى ونجح في الثانية حيث أرسى قواعد المذهب النصيري في جبال اللاذقية.
· ظهر فيهم عصمة الدولة حاتم الطوبان حوالي 700ه 1300م وهو كاتب الرسالة القبرصية.
· وظهر حسن عجرد من منطقة أعنا، وقد توفي في اللاذقية سنة 836 / 1432م.
· نجد بعد ذلك رؤساء تجمعات نصيرية كتلك التي أنشأها الشاعر القمري محمد بن يونس كلاذي 1011ه/1602م قرب أنطاكية، وعلي الماخوس وناصر نصيفي ويوسف عبيدي.
· سليمان أفندي الأذني: ولد في أنطاكية سنة 1250 ه وتلقى تعاليم الطائفة لكنه تنصر على يد أحد المبشرين وهرب إلى بيروت حيث أصدر كتابه الباكورة السليمانية يكشف فيه أسرار هذه الطائفة، استدرجه النصيريون بعد ذلك وطمأنوه فلما عاد وثبوا عليه وخنقوه واحرقوا جثته في إحدى ساحات اللاذقية.
· عرفوا تاريخيا باسم النصيرية، وهو اسمهم الأصلي ولكن عندما شُكِّل حزب سياسي في سوريا باسم ( الكتلة الوطنية ) أراد الحزب أن يقرب النصيرية إليه ليكسبهم فأطلق عليهم اسم العلويين وصادف هذا هوى في نفوسهم وهم يحرصون عليه الآن. هذا وقد أقامت فرنسا لهم دولة أطلقت عليها اسم ( دولة العلويين ) وقد استمرت هذه الدولة من سنة 1920 إلى سنة 1936 م.
· محمد أمين غالب الطويل: شخصية نصيرية، كان أحد قادتهم أيام الإحتلال الفرنسي لسوريا، ألف كتاب تاريخ العلويين يتحدث فيه عن جذور هذه الفرقة.
· سليمان المرشد: كان راعي بقر، لكن الفرنسيين احتضنوه وأعانوه على ادعاء الربوبية، كما اتخذ له رسولا ( سليمان الميده ) وهو راعي غنم، ولقد قضت عليه حكومة الإستقلال وأعدمته شنقاً عام 1946 م.
جاء بعده ابنه مجيب، وادعى الألوهية، لكنه قتل أيضاً على يد رئيس المخابرات السورية آنذاك سنة 1951 م، وما تزال فرقة ( المواخسة ) النصيرية يذكرون اسمه على ذبائحهم.
· ويقال بأن الأبن الثاني لسليمان المرشد اسمه ( مغيث ) وقد ورث الربوبية المزعومة عن أبيه. واستطاع العلويون ( النصيريون ) أن يتسللوا إلى التجمعات الوطنية في سوريا، واشتد نفوذهم في الحكم السوري منذ سنة 1965 م بواجهة سنية ثم قام تجمع القوى التقدمية من الشيوعيين والقوميين والبعثيين بحركته الثورية في 12 مارس 1971 م وتولى الحكم العلويين رئاسة الجمهورية.
أهم العقائد
جعل النصيرية علياً إلها، وقالوا بأن ظهوره الروحاني بالجسد الجسماني الفاني كظهور جبريل في صورة بعض الأشخاص.
· لم يكن ظهور ( الإله علي ) في صورة الناسوت إلا إيناساً لخلقه وعبيده.
· يحبون ( عبد الرحمن بن ملجم ) قاتل الإمام علي ويترضون عنه لزعمهم بأنه قد خلص اللاهوت من الناسوت ويخطئون من يلعنه.
· يعتقد بعضهم أن علياً يسكن السحاب بعد تخلصه من الجسد الذي كان يقيده وإذا مر بهم السحاب قالوا: السلام عليك أبا الحسن، ويقولون إن الرعد صوته والبرق سوطه
· يعتقدون أن علياً خلق محمد صلى الله عليه وسلم وان محمداً خلق سلمان الفارسي وان سلمان الفارسي قد خلق الأيتام الخمسة الذين هم:
_ المقداد بن الأسود ويعدونه رب الناس وخالقهم والموكل بالرعود.
_ أبو ذر الغفاري: الموكل بدوران الكواكب والنجوم.
_ عبد الله بن رواحة: الموكل بالرياح وقبض أرواح البشر.
_ عثمان بن مظعون: الموكل بالمعدة وحرارة الجسد وأمراض الإنسان.
_ قنبر بن كادان: الموكل بنفخ الأرواح في الأجسام.
· لهم ليلة يختلط فيهم الحابل بالنابل كشأن بعض الفرق الباطنية.
· يعظمون الخمرة، ويحتسونها، ويعظمون شجرة العنب لذلك، ويستفظعون قلعها او قطعها لأنها هي أصل الخمرة التي يسمونها( النور ).
· يصلون في اليوم خمس مرات لكنها صلاة تختلف في عدد الركعات ولا تشتمل على سجود وإن كان فيها نوع من ركوع أحيانا. ً
_ لايصلون الجمعة ولا يتمسكون بالطهارة من وضوء ورفع جنابة قبل أداء الصلاة.
_ ليس لهم مساجد عامة، بل يصلون في بيوتهم، وصلاتهم تكون مصحوبة بتلاوة الخرافات.
· لهم قداسات شبيهة بقداسات النصارى من مثل:
_ قداس الطيب لك أخ حبيب.
_ قداس البخور في روح ما يدور في محل الفرح والسرور.
_ قداس الأذان وبالله المستعان.
· لا يعترفون بالحج، ويقولون بأن الحج إلى مكة إنما هو كفر وعبادة أصنام !!.
· لا يعترفون بالزكاة الشرعية المعروفة لدينا – نحن المسلمين – وإنما يدفعون ضريبة إلى مشايخهم زاعمين بأن مقدارها خمس ما يملكون.
· الصيام لديهم هو الامتناع عن معاشرة النساء طيلة شهر رمضان.
· يبغضون الصحابة بغضاً شديداً، ويلعنون أبا بكر وعمر وعثمان رضي الله عنهم أجمعين.
· يزعمون بأن للعقيدة باطنا وظاهراً وانهم وحدهم العالمون بباطن الأسرار، ومن ذلك:
_ الجنابة: هي موالاة الأضداد والجهل بالعلم الباطني.
_ الطهارة: هي معاداة الأضداد ومعرفة العلم الباطني.
_ الصيام: هو حفظ السر المتعلق بثلاثين رجلاً وثلاثين امرأة.
_ الزكاة: يرمز لها بشخصية سلمان.
_ الجهاد: هو صب اللعنات على الخصوم وفُشاة الأسرار.
_ الولاية: هي الإخلاص للأسرة النصيرية وكراهية خصومها.
_ الشهادة: هي أن تشير إلى صيغة ( ع. م. س ).
_ القرآن: هو مدخل لتعليم الإخلاص لعلي، وقد قام سلمان (( تحت اسم جبريل )) بتعليم القرآن لمحمد.
_ الصلاة: عبارة عن خمس أسماء هي: علي وحسن وحسين ومحسن وفاطمة و( محسن ) هذا هو ( السر الخفي ) إذ يزعمون بأنه سقط طرحته فاطمة، وذكر هذه الأسماء يجزئ عن الغسل والجنابة والوضوء.
· اتفق علماء المسلمين على أن هؤلاء النصيريين لا تجوز مناكحتهم، ولا تباح ذبائحهم، ولا يصلى على من مات منهم ولا يدفن في مقابر المسلمين، ولا يجوز استخدامهم في الثغور والحصون.
· يقول ابن تيمية: ( هؤلاء القوم المسمون بالنصيرية – هم وسائر أصناف القرامطة الباطنية – أكفر من اليهود والنصارى، بل وأكفر من كثير من المشركين، وضررهم أعظم من ضرر الكفار المحاربين مثل التتار والفرنج وغيرهم.. وهم دائماً مع كل عدو للمسلمين، فهم مع النصارى على المسلمين، ومن أعظم المصائب عندهم انتصار المسلمين على التتار، ثم إن التتار ما دخلوا بلاد الإسلام وقتلوا خليفة بغداد وغيره من ملوك المسلمين إلا بمعاونتهم ومؤازرتهم.
· الأعياد: لهم أعياد كثيرة تدل على مجمل العقائد التي تشتمل عليها عقيدتهم ومن ذلك:
_ عيد النيروز: في اليوم الرابع من نيسان، وهو أول أيام سنة الفرس.
_ عيد الغدير: وعيد الفراش وزيارة يوم عاشوراء في العاشر من المحرم ذكرى استشهاد الحسين في كربلاء.
_ يوم المباهلة أو يوم الكساء:في التاسع من ربيع الأول ذكرى دعوة النبي صلى الله عليه وسلم لنصارى نجران للمباهلة.
_ عيد الأضحى: ويكون لديهم في اليوم الثاني عشر من شهر ذي الحجة.
_ يحتفلون بأعياد النصارى كعيد الغطاس، وعيد العنصرة، وعيد القديسة بربارة، وعيد الميلاد، وعيد الصليب الذي يتخذونه تاريخاً لبدء الزراعة وقطف الثمار وبداية المعاملات التجارية وعقود الإيجار والأستئجار.
_ يحتفلون بيوم ( دلام ) وهو اليوم التاسع من ربيع الأول ويقصدون به مقتل عمر بن الخطاب رضي الله عنه، فرحاً بمقتله وشماتة به.
الجذور الفكريه والعقائديه
استمدوا معتقداتهم من الوثنية القديمة وقدسوا الكواكب والنجوم وجعلوها مسكناً للإمام علي.
· تأثروا بالأفلاطونية الحديثة ونقلوا عنهم نظرية الفيض النوراني على الأشياء.
· بنوا معتقداتهم على مذهب الفلاسفة المجوس.
· أخذوا عن النصرانية، ونقلوا عن الغنوصية النصرانية، وتمسكوا بما لديهم من التثليث والقداسات وإباحة الخمور.
· نقلوا فكرة التناسخ والحلول عن المعتقدات الهندية والآسيوية الشرقية.
· هم من غلاة الشيعة مما جعل فكرهم يتسم بكثير من المعتقدات الشيعية وبالذات تلك المعتقدات التي قالت بها الرافضة بعامة والسبئية (جماعة عبد الله بن سبأ اليهودي) بخاصة.
الأنتشار وأماكن النفوذ
يستوطن النصيريون منطقة جبال النصيريين في اللاذقية، ولقد انتشروا مؤخراً في المدن السورية المجاورة لهم.
· يوجد عدد كبير منهم أيضاً في غربي الأناضول ويعرفون باسم ( التختجية والحطابون ) فيما يطلق عليهم شرقي الأناضول اسم ( القزل باشيه )
· ويعرفون في أجزاء أخرى من تركيا وألبانيا باسم البكتاشية.
· هناك عدد منهم في فارس وتركستان ويعرفون باسم ( العلي إلهية ). وعدد منهم يعيشون في لبنان وفلسطين.
الوثيقه المترجمه والتي رفعها العلويون الى الحكومه الفرنسيه بمناسبة التفاوض على منح الأستقلال لسوريا في عام 1936 م