السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
موسوعه الفرق والمذاهب (5) "البهائية "
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله الذى أرسل رسوله بالهدى و دين الحق ليظهره على الدين كله و لو كره المشركون و أشهد أن لا إله إلا الله الواحد الأحد الذى لا شبيه له ولا مثيل و لا ند و لا عديل المنزه عما يخطر بالبال أو يتوهم فى الفكر والخيال فالعقول فى الإحاطة به عقال جل أن تبلغه الأوهام أو أن تدركه الأفهام أو أن يشبه الأنام أو أن تحيط به الأجسام .
و أشهد أن محمدا خاتم الأنبياء و المرسلين هدانا إلى أقوم الطرق و أفضل السبل وأنزل الله عليه أعظم الكتب ((القرآن)) فحفظه من التبديل و التغيير والتحريف والنقصان و جعله أية و معجزة على مر الأزمان فأكمل الله به الدين و أتم به النعمة على المسلمين قال تعال " اليوم أكملت لكم دينكم و أتممت عليكم نعمتي و رضيت لكم الإسلام دينا"1 فصلى الله عليه و على آله و صحبه و سلم صلاة و سلاما دائمين متلازمين إلى يوم الدين أما بعد :
فقد رضي الله لعباده الدين الذى أكمله فلا نحتاج لشيء أخر إلى قيام الساعة و حذرنا سبحانه من إتباع السبل الخداعة فقال سبحانه " و أن هذا صراطي مستقيما فأتبعوه ولا تتبعوا السبل فتفرق بكم عن سبيله "2 فسرها النبي صلى الله عليه وسلم فخط خطا مستقيما ثم خط عن يمينه وعن شماله خطوطا ثم قال "هذا سبيل الله و هذه السبل على كل سبيل منها شيطان يدعو إليه" ثم قرأ الأية3.
و قد روى البخاري ومسلم فى صحيحيهما من حديث حذيفة بن اليمان رضى الله عنه أنه قال: كان الناس يسألون رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الخير وكنت أسأله عن الشر مخافة أن يدركني فقلت يا رسول الله إنا كنا في جاهلية وشر فجاءنا الله بهذا الخير فهل بعد هذا الخير من شر ؟ قال " نعم " . قلت وهل بعد ذلك الشر من خير ؟ قال"نعم وفيه دخن " . قلت وما دخنه ؟ قال " قوم يهدون بغير هدي تعرف منهم وتنكر " . قلت فهل بعد ذلك الخير من شر ؟ قال " نعم دعاة إلى أبواب جهنم من أجابهم إليها قذفوه فيها " . قلت يا رسول الله صفهم لنا؟ فقال " هم من جلدتنا ويتكلمون بألسنتنا ".
هكذا أخبرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم عن هؤلاء الشياطين الذين يدعون إلى سبل الغواية والضلال فهم من جلدتنا و يتكلمون بألسنتنا أى بألسنة أهل الإسلام فيتكلمون بالكتاب و السنة بعدما يحرفون معانيهما لتوافق ما يدعون إليه من باطل متسترين باسم الدين متقنعين بمظاهر أهل الحق فكأنهم حين تراهم من أهله و من دعاته حتى إذا أجابهم مجيب تلقفوه فقذفوه فى النار .
و هؤلاء الشياطين من الأنس و شركاءهم من شياطين الجن يستغلون فى نشر دعواتهم فشو الجهل بالدين وبعد الناس عن نبعه الصافي كتاب الله و سنة رسوله
صلى الله عليه وسلم فيستهدفون ضعفاء الإيمان و متزعزعي العقيدة و متبعي الشهوات و الأهواء لذلك تجد أن متبعيهم إما جهلة غرر بهم و إما أناس اتبعوا شهواتهم و اثروا الحياة الدنيا ووجدوا فى هذه الملل متسع لإشباع تلك الشهوات فانتحلوها سعيا وراء الدرهم والدينار و المنصب والرياسة والشهرة كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " تكون بين يدي الساعة فتنا كقطع الليــل المظلم يصبح الرجل مؤمنا ويمسى كافرا ويمسى مؤمنا ويصبح كافرا يبيـــــــع أقوام دينهم بعرض من الدنيا "1.
و إن من أخطر الدعوات وأعظم الفتن التى فتن بها هؤلاء الشياطين كثيرا من الناس هو تعظيم شخص و رفعه والتعلق به حتى يؤول الأمر إلى عبادته .
و أول من أظهر هذه الفتنة و أستخدمها لهدم الدين الإسلامي هو اليهودي المعروف بابن السوداء عبد الله بن سبأ اليهودي فقد حمله الحقد على أهل الإسلام بعدما طهر الله بهم أرض جزيرة العرب من دنس اليهود إلى أن يظهر الإسلام ويبطن الكفر فيتمكن من الكيد للإسلام وأهله فأظهر الورع والفقه و أخذ يستقطب حديثي الإسلام من المجوس و غيرهم و غرس فى نفوسهم تعظيم على بن أبى طالب رضى الله عنه حتى أوصلهم إلى أن قالوا لعلى يوما أنت ربنا ففزع على رضى الله عنه من هول مقالتهم و حبسهم و جعل يطلب توبتهم ثلاثة أيام فلما لم يتوبوا و أصروا على كفرهم أوقد نارا و دعى مولاه قنبرا و قذفهم فيها و أنشد قائلا :
إني لما رأيت الأمر أمرا منكرا أوقدت ناري و دعوت قنبرا
وكان هذا هو بداية غرس تعظيم شخص فى هذا الدين و الذى أثمر بعد ذلك فرق الرافضة ( الشيعة ) و التى تقوم بشكل أساسي على تعظيم على و الأئمة حتى كان من نبت الرافضة فرقة تسمى بالباطنية والتى أسست فى عهد الخليفة المأمون على يد الزنديق ( ميمون بن ديصان القداح ) و هدفها الرئيسي إبطال الشريعة بأسرها و القضاء على الدين و نسخه فهم أصحاب ملة خبيثة قال فيهم الإمام الإسفرايينى رحمه الله فى كتابه ـ التبصير فى الدين ـ " و فتنتهم على المسلمين شر من فتنة الدجال فإن فتنة الدجال إنما تدوم أربعين يوما و فتنة هؤلاء ظهرت أيام المأمون و هى قائمة بعد ".
ذكر أهل التواريخ أن الذين وضعوا دين الباطنية كانوا من أولاد المجوس قال بن طاهر فى الفرق بين الفرق "وليست الباطنية من فرق ملة الاسلام بل هي من فرق المجوس"ولكن لما لم يقدروا على إظهارالدين المجوسي مخافة سيوف المسلمين وضعوا مذهبهم على مداهنة أهل الإسلام و التظاهر بأنهم منهم كما قال النبى صلى الله عليه و سلم " هم من جلدتنا و يتكلمون بألسنتا " ثم راحوا يبثون سمومهم فى الأمة عن طريق التفسير الباطنى للنصوص فادعوا أن للنصوص ظواهر وبواطن تجرى فى الظاهر مجرى اللب من القشر فظاهر النصوصعندهم للعوام والجهلة و الحمير والأغبياء على حد وصفهم أما بواطن النصوص فهى للعقلاء و الأذكياء منهم فحولوا الآيات إلى رموز و إشارات و أعداد ترمز فى زعمهم إلى حقائق معينة تخدم دعواهم الباطلة و تناقض شريعة الإسلام و تنقضها
فمن توصل إلى معرفة بواطن النصوص توصل للحقيقة و من وقف نظره على ظاهر النصوص نزح تحت الأواصر والأغلال التى هى عندهم التكليف الإلهي
( الأوامر و النواهى الشرعية ) .
ومن يرتقى إلى علم الباطن عندهم يرفع عنه التكليف فلا يتعلق به خطاب الشارع فى أى شىء فلا صلاة عليه و لا زكاة ولا صوم و لا حج و لا يحرم عليه شىء فله أن يفعل ما يشتهى من معاقرة الخمور أو الزنا حتى مع المحارم او حتى اللواط أو إتيان البهائم.
ففتحوا بذلك باب إشباع الشهوات على مصرعيه حتى يجتذبوا سقطة الناس و أراذلهم و فتحوا كذلك باب التفسير الباطنى للقرآن فتلقفه كل صاحب هوى و بدعة و أخذ يلوى عنق النصوص و يأولها إلى ما يؤيد بدعته و يتماشى مع هواه من غير إحتكام للضوابط الشرعية و اللغوية المصطلح عليها عند أهل العلم .
كان من جملة الباطنيين رجل يدعى ( عبيد الله القيرواني) كتب مرة إلى (سليمان بن الحسن القرمطي الباطني) يقول " أوصيك بتشكيك الناس فى التوراة و الإنجيل والقرآن فإنه أعظم عون لك". ومما جاء فى رسالته " وأعجب من هذا فى دينهم ـ أى المسلمين ـ أن الواحد منهم تكون له ابنة حسناء يحرمها على نفسه و يبيحها للأجنبي و لو كان له عقل لعلم أنه أولى بها من الرجل الأجنبي و لكنهم قوم خدعهم رجل1 بشيء لا يكون أبدا خوفهم بالقيامة و النار و مناهم بالجنة و استعبدهم".
كل هذا الكفر البواح الذى يظهر جليا فى معتقد الباطنية و تراهم مع ذلك يتسمون بأسماء المسلمين و يخالطوهم مخفين مذهبهم بل ربما صلى الواحد منهم صلاة المسلمين متسترا بها .
و أصل عقيدتهم إبطال الدين و نقض الشريعة و الصد عن العبادات و إنكار البعث و الحساب و الجنة و النار حتى تشيع الفواحش و حتى ينهدم الدين و تنهدم الأمة.
و قد ذهب العلماء إلى أن الباطنية كفار خارجين عن ملة الإسلام قال الإمام أبو حامد الغزالي ـ رحمه الله ـ فى كتابه فضائح الباطنية " والقول الوجيز أنه يسلك فيه ـ أى الباطنى الكافرـ مسلك المرتدين فى النظر فى الدم و المال و النكاح و الذبيحة و نفوذ الأقضية و قضاء العبادات".
بل كان العلماء يرون أن كفر هؤلاء أعظم من كفر اليهود و النصارى كما قال شيخ الإسلام ـ رحمه الله ـ و أن قولهم يتضمن الكفر بجميع الكتب و الرسل كما نقل شيخ الإسلام عن الشيخ إبراهيم الجعبري لما أجتمع بابن عربي ( و كان باطنيا ) فقال " رأيت شيخا نجسا يكذب بكل كتاب أنزله الله و بكل نبى ارسله الله".
فنخلص مما سبق أن الباطنية :
كفار تظاهروا بالإسلام و أستبطنوا الكفر و العداء للإسلام وأهله و أنهم يأولون النصوص وفقا لما يخدم مذهبهم الباطل.
وقد توالدت هذه الفرقة و تشعبت فخرج منها من فرق الغواية والضلال الكثير مثل القرامطة الذين اقتحموا الحرم سنة 317هـ و نهبوا الحجاج و أقتلعوا باب البيت و الحجر الأسود و ظل خارج الحرم فى حوزتهم حتى سنة 339هـ .
ومثل الإسماعيلية و التى انقسمت بدورها إلى فرق شتى ومثل النصيرية الذين يقولون بحلول الله فى على بن أبى طالب ـ رضى الله عنه ـ تعالى الله عما يقولون علوا كبيرا .
و من هذه الفرق الدروز عبدة الحاكم بأمر الله الفاطمي ومنها القاديانية والأحباش و الشيخية .
ومن هذه الفرق الباطنية (البابية )و (البهائية) و التى هى حديث الساعة وموضوع هذا المختصر عباد الميرزا حسين على النوري المازندراني الإيراني الذى لقب نفسه بـ ( بهاء الله ) عملاء الصهاينة اليهود الذين احتلوا بهم فلسطين و يريدون أن يغزوا بهم هذا البلد الأمين مصر وسائر بلاد المسلمين .
نحاول أن نقف على شىء من تاريخ هذه النحلة و نتعرف على عقيدتها الفاسدة
و لنكشف قناع التقية و الكذب الذى يتقنعون به فيوهمون الناس أنهم دعاة محبة
و سلام و أنهم أصحاب ديانة و عقيدة سماوية و نظهر بحول الله و قوته الوجه الوثنى الإباحي الدميم لهذه الملة حتى نكون على حذر من فتنتها فإن من لم يعرف الشر وقع فيه.
نبذة تاريخية:
البهائية وليدة البابية وليدة الشيخية وليدة الباطنية كما قدمنا ، بدأت بذور البهائية تبذر فى مجالس الفرقة الشيخية التى أسسها الشيخ(أحمد الإحسائي) وهوأحمد بن زين الدين بن إبراهيم الإحسائي الذي ولد بالمطير قرية من قرى الإحساء في شهررجبسنة 1166هـ، وتوفي سنة 1241وكان متعمقا فى العقيدة الشيعية الاثنى عشرية و متأثرا بالفلاسفة و الصوفية تأثرا بالغا وكان من غلاة الباطنية وله أفكار خارجة عن الإسلام يظهر فيها الاعتقاد بالحلول وذلكفيمثل قوله: إن الله تجلى في علي وأولاده الأحد عشر، ومثل قوله الآخر: إن علياًوأولادهمظاهر الله، وأنهم أصحاب الصفات الإلهية والنعوت الربانية تعالى الله عنقوله وكان ينكر المعادوالبعثو يدعى أنه يسير بتوجيه الأئمة له و قد تعلق كثيرا بعقيدة المهدي و كان يؤمن هو و تلاميذه أن المهدي يعيش فى حالة ( هورقليائية) أى روحية لطيفة و ليس مادة جسدية عادية و ان ظهوره قد اقترب و نسب إليه أنه قال:
" فلينظر الناس حولهم إذ أن المهدي بينهم" و كان يزعم أن المهدي سيحلفيأي رجل كان فيكون له صفة الباب وقد لاقت دعوته صدى فى قلوب الكثيرين و كان من أبرز تلاميذه رجل يسمى (كاظم الرشتي).
كاظم الرشتي:
وكاظم الرشتي قال عنه بعض الباحثين أنه قس نصراني ادعى الإسلام و سمى نفسه الرشتي نسبة إلى رشت قرية من قرى إيران بالرغم من أن أهل رشت لا يعرفون عنه شيئا .
تحمل الرشتي عقيدة قرب ظهور المهدي عن شيخه أحمد الإحسائي و أن المهدي يعيش بين الناس فى حالة روحية لطيفة و يتضح هنا التشابه بين عقيدته فى المهدى و بين عقيدة النصارى فى المسيح و هى عقيدة اللاهوت و الناسوت ، برز الرشتي بين تلاميذ الإحسائي حتى صار رئيسا للشيخية بعد وفاة شيخه وظل يعمل على نشر هذه العقيدة و غرسها فى صدور تلاميذه ، وكان من أخبث هؤلاء التلاميذ ثلاثة:
1ـ حسين البرشوئي : من بشرويه إحدى قرى خراسان سماه الرشتي كبير التلاميذ و كان له دورا رئيسيا فى تأسيس البابية.
2ـ فاطمة بنت صالح القزويني ( قرة العين ) : ومن أسمائها ( زرين تاج) كانت فصيحة اللسان خطيبة مؤثرة ولكن كم من ذى وجه صبيح و لسان فصيح غدا فى النار يصيح فلن يغنى عنها جمالها ولا لسانها من الله شيئا إذ كانت إباحية فاجرة قال الله تعالى ((وإذا رأيتهم تعجبك أجسامهم وإن يقولوا تسمع لقولهم كأنهم خشب مسندة يحسبون كل صيحة عليهم هم العدو فاحذرهم قاتلهم الله أنى يؤفكون))1. كتب خالد القشطيني الكاتب بجريد الشرق الأوسط أن الباحث العراقي الأستاذ د.علي الوردي التقى ببعض من يتذكرونها من العراقيين وسألهم عنها وعن وعظها، فقالوا: " أوه! هذه قرة العين كانت قـ....ة! مجرد عاهرة ساقطة".
كانت قرة العين قد درست العلوم الشيعية على أبيها ثم مالت إلى الشيخية بواسطة عمها( الملا على الشيخي ) ثم راسلت كاظم الرشتي و تركت زوجها من غير طلاق و قال البعض أنه طلقها و تبرأ منها هو و أولادها و سافرت إلى كربلاء حيث لزمت مجالس الرشتي و صارت بعدها من أجرأ تلاميذه على إعلان الخروج على الإسلام و الدعوة إلى شيوعية النساء و المال و لما بدأت تطبيق هذه المبادئ علنا مع بعض تلاميذ الرشتي لقبوها بالطاهرة !!
3 – على محمد الشيرازى :
نسبة الى " شيراز". ولد عام 1819م , مات أبوه و هو صغير فكفله خاله على الشيرازى و لاحظ أنه بدأ يخرج عن مبادىء المذهب الاثنى عشري كان يمارس بعض الرياضات الصوفية حتى أصابه الهزال و قيل كانت تصيبه فى بعض الأحيان لوثة عقلية فأرسله خاله الى كربلاء يطلب له الشفاء و هناك تلقفه الشيخية و لزم مجلسهم و تشبع بفكرة قرب خروج المهدى.
و بعد موت كاظم الرشتى سنة1259ھ – 1843م رحل على محمد الشيرازى الى شيراز فلحق به حسين البشروئى كبير التلامذة و أقنعه أن كاظم الرشتى كان يشير الى أن على محمد رضا الشيرازى يمكن أن يكون هو الباب و أن البشروئى هو باب الباب.
و كان يساعد البشروئى فى غرس هذه الفكرة فى ذهن الشيرازى الجاسوس الروسى " كنيازى دلكورچى" الذى تظاهر بالإسلام و واظب على حضور مجالس الرشتى و فيها تعرّف على علىّ محمد رضا الشيرازى , و كان كنيازى دلكورچى أو "عيسى اللنكرانى" كما سمّى نفسه يحرص على إلقاء فكرة أنّ علىّ رضا هو الباب فى ذهن علىّ رضا و فى ذهن بقية التلاميذ , و هذا ما اعترف به الجاسوس نفسه فى مذكراته التى نشرت فى مجلة الشرق السوفيتية 1924-1925م .
و يصف الجاسوس نصائحه إلى السيد علىّ رضا الشيرازى بعدما أوحى إليه أنّه الباب فيقول : " إن الناس يقبلون منك كل ما تقول من رطب و يابس و يتحمّلون عنك كل ما تقول و لو قلت بإباحة الأخت و تحليلها للأخ فكان السيد يصغى و يسمع , و طفق كل من الميرزا حسين علىّ - الذى سُمّى بعد ذلك بالبهاء وكان من تلاميذ الشيرازى كما سيأتي- و أخوه الميرزا يحيى نوري (صبح أزل) و الميرزا علىّ رضا الشيرازىّ ونفرٌ من رفقتهم يأتونني مجدَّداً و لكن مجيئهم كان من باب غير معتاد فى السفارة".
و لفظ الباب أى (الواسطة الموصّلة إلى الحقيقة الإلهية) . وهو مصطلح شيعي شائع عند الشيعة الإمامية التى ظهرت بينها هذه البدعة المهلِكة المأخوذة من أكذوبة على الرسول صلى الله عليه وسلم( أنا مدينة العلم و على بابها) فما توفى على بن أبى طالب رضى الله عنه حتى صنعوا له بدلا من الباب ألف باب وكذاب.
و بالفعل وافقت إيحاءات حسين البشروئي و الجاسوس كنيازى دلكورچى ما فى نفس الشيرازىّ من هوى وصدق الله إذ يقول ( و إن الشياطين ليوحون إلى أوليائهم)و قال سبحانه (شياطين الإنس والجن يوحي بعضهم إلى بعض زخرف القول غرورا) فأعلن الشيرازي أنه الباب و طار بها البشروئي فى الافاق يعلن أنّه رأى الباب و أنّه هو باب الباب.
و اجتمع علىّ الشيرازىّ عند إعلان أنّه الباب مع سبعة عشر رجلاً و امرأة هى قرة العين و كان هؤلاء هم صفوة الطائفة الذين يصلحون لزعامتها فى نظره فكانوا جميعاً به تسع عشرة نفساً , لذلك قدّسوا الرقم 19 فجعلوا السنة 19 شهراً و الشهر 19 يوماً . و ما لبث الميرزا على محمد رضا الشيرازي - بعد أن ادعى أنّه باب المهدي – أن ادعى أنّه هو المهدىّ و سمّى نفسه " قائم الزمان " ثم ادّعى بعدها أنّه رسول بل أعظم من جميع الرسل و أنّه الممثل الحقيقي لجميع الرسل و الأنبياء فهو نوح يوم بُعث نوح و هو موسى يوم بُعث موسى وهو عيسى يوم بُعث عيسى و هو محمد يوم بُعث محمد عليه الصلاة و السلام , و ألّف كتاب ( البيان ) و ادعى أنّه وحىّ و أنّه ناسخ لما قبله و أنه جاء ليجمع بين اليهودية و المسيحية و الإسلام و أنّه لا فرق بينهم , و ملأ كتابه بالضلالات و الخرافات و السخافات مثل قول(( تبارك الله من شمخ مشمخ شميخ، تبارك الله من بذخ مبذخ بذيخ، تبارك الله من بدءمبتدأبديء، تبارك الله من فخر مفتخر فخير، تبارك الله من قهر مقهر قهير، تباركاللهمن غلب مغتلب غليب. إلى أن يقول: وتبارك الله من وجود موجود جويد)) فلما وجد من يتبعه من أراذل الناس وسقطتهم ادعى أن الله حل فيه أى إتخذ من جسده مكانا يسكنه و يظهر من خلاله لخلقه تعالى الله عن ذلك علوا كبيرا.
حينئذ ثار العلماء فى شيراز على دعاة البابية فقبض على الباب و أحضر من بوشهر إلى مجلس الحاكم فخر على الأرض ترتعد فرائضه فلطمه الحاكم و بصق فى وجهه ثم رمى به فى السجن سنة 1847م ، بعد ذلك أراد الحاكم أن يختبره بنفسه فأحضره من السجن و أظهر له أنه يأسف على ما بدر فأنطلق الإله المغرور يعد الحاكم بأنه سيجعله سلطانا على الدولة العثمانية حينما تدين الدنيا كلها له و لأتباعه ، ثم فوجئ الباب بوجود جمع من العلماء فى القصر ففزع و ارتبك و لكن الحاكم أوهمه أنه إنما جمعهم هنا لنصرته و تأييد دعوته فبدأ الباب يفصح عن مذهبه حتى قال للعلماء " إن نبيكم لم يخلف لكم بعده غير القرآن فهاكم كتاب البيان فاتلوه تجدوه أفصح عبارة من القرآن " و لما أطلع العلماء عليه وجدوه كفرا بواحا و وجدوا به أخطاء فاحشة فى اللغة فلما كلموه فيها ألقى اللوم على الوحى الذى جاء بها هكذا !
وهنا أمر الحاكم بتعليقه من رجليه و ضربه حتى أعلن توبته تخلصا مما هو فيه و فرارا من القتل و رضى أن يطاف به فى الأسواق على دابة شوهاء ثم أعيد إلى السجن بشيراز .
ولكن الروس تدخلوا لإطلاق سراحه فاتصل الجاسوس الروسي دالكورجي بجاسوس روسي أخر هو ( منوجهر خان الأرمني ) الذى كان مقربا للشاه بعدما تظاهر بإعلان إسلامه و تمكن من تخليصه و تهريبه إلى أصفهان فلما مات منوجهر الأرمني عثر على الباب فى قصره فقررت الحكومة نفيه إلى قلعة (جهريت) بمدينة ماكو الإيرانية.
فى ذلك الوقت اجتمع زعماء البابية بدشت و على رأسهم باب الباب حسين البشروئي و قرة العين و حسين على النوري المازندراني الذى لقب بعد ذلك ببهاء الله ، و جعلوا الدعوة الظاهرة للمؤتمر هو التفكير فى الوسائل الممكنة لإخراج الباب من السجن و كان المقصود الحقيقي من هذا المؤتمر هو إعلان نسخ الدين الإسلامي و فى هذا المؤتمر خطبت قرة العين خطبتها الإباحية المشهورة التى دعت فيها إلى شيوعية النساء والمال حيث قالت "ومزقـوا هذا الحجاب الحاجز بينكم وبين نسائكم بأن تشاركوهن بالأعمال واصلوهن بعد السلوة وأخرجوهن من الخلوة إلى الجلوة فما هن إلا زهرة الحياة الدنيا وإن الزهرة لا بد مـن قطفها وشمها لأنها خلقت للضم والشم ولا ينبغي أن يعد أو يحد شاموها بالكيف والكـم فالزهرة تجنى وتقطف وللأحباب تهدى وتتحف" وسيأتيك نص هذه الخطبة كاملا عند بيان عقيدة البهائية .
بعد هذا المؤتمر ثارت ثائرة رجال الدين و الدولة فى إيران و حكم على الشيرازى بالإعدام رميا بالرصاص بعد مناقشة اعترف فيها أنه أتى بدين جديد ـ فى زعمه ـ أعدم فى مدينة تبريز أمام حشد كبير من الناس و قبل إعدامه تبرأ منه كاتب وحيه و بصق فى وجهه وأعلن توبته فأفرج عنه .
و كان هلاك عدو الله على محمد رضا الشيرازي مؤسس البابية فى يوم 27 شعبان 1266هـ الموافق 8 يوليو 1850م لتبدأ بعدها صفحة جديدة مظلمة و هى مولد البهائية .
مولد البهائية:
كان من تلاميذ الباب الميرزا على الشيرازي الميرزا يحيى على النوري المازندراني و أخوه الأكبر الميرزا حسين على النوري المازندراني و كان الباب الشيرازي قد أوصى بالأمر من بعده للميرزا يحيى النوري الذى اشتهر باسم ( صبح أزل) فشق ذلك على أخيه الميرزا حسين مما أدى إلى نشوب نزاع بينهما على خلافة الشيرازي و ادعى كل منهما أنه و ريث الشيرازي و خليفته حتى وصل الأمر بصبح أزل إلى أن قال لأتباعه عن حسين أخيه ((خذوا ما أظهرنا بقوة وأعرضوا عن الإثم لعلكم ترحمونإنالذين يتخذون العجل من بعد نور الله أولئك هم المشركون)) يقصد بالإثم والعجل حسين المازندراني .
و كذلك حاول الميرزا حسين بكل السبل أن يسرق خلافة الشيطان الشيرازي من أخيه حتى ادعى أن الباب الشيرازي كان مجرد ممهدا لظهوره و أن البيان كان للتبشير به فالباب و إن كان فى زعمهم رسولا إلا أنه ـ أى الميرزا حسين ـ هو المقصود الأعظم من إرساله بل و من إرسال كل الرسل لأن ظهور الله لخلقه سيكون من خلاله وأطلق على نفسه اسم( بهاء الله ) .
و بذلك انقسم البابيون إلى ثلاث فرق هى :
بابيون أزليون : تمسكوا ببابية الشيرازي و رفضوا اتباع أى من الرجلين.
بابيون أزليون : اتبعوا يحيى على النوري المازندراني الملقب بـ ( صبح أزل) تمسكا بوصية الشيرازي.
بهائيون : اتبعوا حسين النوري المازندراني الذى لقب نفسه بـعد ذلك بـ (بهاء الله).
ولما اشتد الخلاف بينهم أبعدتهم الحكومة العثمانية إلى مدينة أدرنه التركية حيث كان يعيش اليهود و احتدم النزاع بينهما حتى حاول كل واحد منهما أن يدس السم لأخيه و حاول البهاء اغتيال صبح أزل مما دفع الحكومة إلى نفى يحيى إلى قبرص و نفى البهاء إلى عكا بفلسطين . وظل يحيى النوري (صبح أزل) فى قبرص حتى مات و دفن بها فى سنة 29 إبريل 1912 م مخلفا كتابا سماه (الألواح )تكملة البيان الفارسي و (المستيقظ) ناسخ البيان وأوصى بالخلافة لابنه الذى تنصر و انفض عنه أتباعه. و أما فى عكا فقد إمتدت الأيادي الماسونية و الصهيونية لإمداد البهاء بالمال و أسكنوه قصرا عظيما يسمى قصر البهجة وهو القصر الذى دفن فيه البهاء بعد ذلك و أمر البهائيين أن يتخذوه قبلتهم فى الصلاة ومكان حجهم. قام البهاء فى عكا بعملية ليلية لإبادة اتباع أخيه صبح أزل استخدم فيها الحراب والسواطير مما دفع الحكومة إلى اعتقاله فى أحد معسكرات عكا و كانت تسمح لأتباعه و لغيرهم بزيارته و التحدث معه . و هذه المعاملة الخاصة للبهاء مما يلفت الأنظار و يستغرب له فهذا الأفاك ارتكب عدة جرائم و أثار فتنة استحق بها الحكم بالإعدام مرات ومرات و فى كل مرة تجد
أصابع خفية تتوسط له أو تهربه أو تخفف عنه و لكن حين نعرف أن الماسونيين والصهاينة كانوا خلفه من البداية يزول هذا العجب فقد كان البهاء وأمثاله يسيرون وفق منهج يخدم مصالح الصهاينة فى الدرجة الأولى و قد رأيت أن البابية فى الأصل صنعة الجواسيس كما أن البهاء و عائلته قد تربوا فى أحضان أعداء الأمة و كانتأسرته عميلةوفيةللروس فقد كان أخوه الأكبر كاتباً في السفارة الروسية، وكان زوج أخته الميرزامجيدسكرتيراً للوزير الروسي بطهران .
بدأ الميرزا حسين المازندراني دعوته بأنه خليفة الباب الشيرازي وحده ثمادعىأنه الباب إلى المهدي ثم انتقل إلى دعوى أنه هو المهدي ثم ادعى أنه رسولإلىالناس و أن الباب لم يأت إلا ليبشر به كما كان يوحنامبشراًبالمسيح ثم أعلن أنه محل ظهور الله أى أن الله يتخذ من جسده مكانا يسكنه إذ أن الله كما زعم هذا المجرم محتاج إلى جسده ليظهر من خلاله لخلقه و أن الحقيقة الإلهية لم تنل كمالها الأعظم إلا بتجسدها فيه تعالى الله وتقدس و تنزه عما يقول الظالمون علوا كبيرا.
و أما اسم ( بهاء الله ) فقد أمده به اليهود و هو لقب موجود فى المزامير .
ألف ذلك الأفاك كتبا عديدة زعم أنها وحيى وأنها كتب مقدسة من أشهر هذه الكتب (الإيقان) و ( ألواح بهاء الله إلى الملوك والرؤساء ) و ( مجموعة لآلئ الحكمة ) و أهم هذه الكتب و أعظمها عندهم الكتاب الأنجس الذى سماه ( الكتاب الأقدس).
و هذا الكتاب أقدس عندهم من جميع الكتب المقدسة حيث يقول البهاء فيه ص 81 " من يقرأ من آياتي لخير له من أن يقرأ كتب الأولين والآخرين".
و المطالع لهذا لكتاب يقف من أول وهلة على ما فيه من الضلالات و الكفريات و الرذائل مما يجعل التسمية الأليق به هى ( الكتاب الأنجس ) كما نعتناه هذا غير ما فيه من أخطاء و آراء مضطربة و صدق الله إذ يقول (( ولو كان من عند غير الله لوجدوا فيه اختلافا كثيرا))1.
هلاك عدو الله البهاء حسين المازندراني:
استمر حسين المازندراني فى نشر ضلالاته و افتراءاته بدعم المؤسسات الماسونية والصهيونية التى اتخذته مطية لتحقيق أهدافها باسم الدين، ونال دعما كبيرا من دول الاستعمار ذلك لأن عقيدته تحرم الجهاد وحمل السلاح مما يخدم الدول الاستعمارية بالدرجة الأولى.
و فى أواخر حياته جعله الله عبرة فـأصيب بالجنون و لبس برقعا على وجهه كالنساء ليحجبه عن أتباعه باعتباره ربهم الأعلى مما دفع ابنه الأكبر عباس أفندي عبد البهاء إلى حبسه حتى لا يراه الناس على هذا الحال و كان يتكلم باسمه إلى أن أنهكت الحمى ذلك الجسد الذى زعم صاحبه أن الله اختاره محلا له وهيكلا ليظهر من خلاله واتخذ لسانه معبراعنه ، و أهلكه الله فى مايو 1892م.
ويعلق الشيخ عبد الرحمن الوكيل على هلاكه بجرثومة الحمى فيقول:
))ولم يستطع رب البهائية الأكبر وحوله كل تلكالقوىأن يصمد في حومة ذلك الصراع الرهيب الذي دار بينه وبين خلق دقيق ضعيف، كانتتزعمالبهائية أنه من صنع ربها الملعون فانهار فاغر الفم من الرعب...))
إلى أن يقولعندفن جثته الخبيثة:
))ثم زجوا بها في ظلمات القبر لخلق آخر يفترسها السوسالشرهوالدود المنهوم، حتى هذه العظة التي ترغم العقل والحس على السجود لم تجدطريقاًإلى قلوب البهائية لأنها غلف، فظلوا ينتظرون ربهم على باب قبره، وظلواينتظرونأن يطعمهم والدود يطعمه ))
بعد هلاك عدو الله البهاء تولى عباس أفندي عبد البهاء ابنه الأكبر زعامة البهائيين وكان البهاء قبل موته قد أضفى عليه وصف الألوهية إذ كتب له يقول : ( من الله العزيز الحكيم إلى الله اللطيف الخبير) لتبدأ عملية انتقال الإله من جسد إلى جسد ! قبحهم الله و لعنهم و هتك سترهم و فضح أمرهم .
وكان الميرزا حسين ( البهاء) قد لقب ابنه عباس أفندي عبد البهاء بالغصن الأعظم المتشعب من الغصن القديم وأوصى له بالزعامة ومن بعده أخيه الأصغر الملقب بالغصن الأكبر. وكما هي سنة أهل الباطل ودأبهم تنازع الأخوان على زعامة البهائية وكررا ما فعله أبوهما وعمهما صبح أزل غير أن عباس أفندي استطاع التغلب على أخيه الأصغر بعدما انقسم البهائيون إلى ناقضين أو العباسين وهم أتباع عباس أفندي عبد البهاء "الغصن الأعظم" ومارقين أتباع "الغصن الأكبر".
كان عباس أفندي معروفا بخبثه ودهائه وكان حريصا على نشر البهائية جادا في ذلك حتى أن المؤرخين يقولون أنه لولا عباس أفندي لما قامت للبابية ولا للبهائية قائمة.
يعتقد البهائيون في عباس أفندي أنه معصوم غير مشرع وكان يضفي على والده صفة الربوبية القادرة على الخلق ! و ليس عجيبا أن يدعى ذلك و لكن العجب أن يوجد من يصدق هذه الخرافة ، أنى لمخلوق بهذا الضعف قد مات مجنونا أن يخلق شيئا ؟! صدق الله العظيم إذ يقول : ((إن الذين تدعون من دون الله لن يخلقوا ذبابا ولو اجتمعوا له وإن يسلبهم الذباب شيئا لا يستنقذوه منه ضعف الطالب والمطلوب))1
داهن عباس أفندي وتزلق كثيرا في سبيل نشر دعوته بين كل الطوائف والملل والعرقيات حتى أنه قال في خطاباته ص99 "اعلم أن الملكوت ليس خاصا بجمعية مخصوصة فإنك يمكن أن تكون بهائيا مسيحيا وبهائيا ماسونيا وبهائيا يهوديا وبهائيا مسلما" !! .
حتي أنه وافق النصارى في عقيدتهم في صلب المسيح فقال "ولما أشرقت كلمة الله من أوج الجلال بحكمة الحق المتعال وقعت في أيدي اليهود أسيرة لكل ظلوم وجهول وانتهى الأمر بالصلب". وكذلك داهن اليهود وعمل لمصلحتهم في الدرجة الأولى فقد زار سويسرا وحضر المؤتمرات الصهيونية ومنها مؤتمر بال 1911م وحاول تكوين طابور خامس وسط العرب لتأييد الصهيونية ودعما إلى التجمع الصهيوني والعمل على إنشاء وطن قومي لليهود في فلسطين بقوله: "وفي هذا الزمان وفي تلك الدورة سيجتمع بنو إسرائيل في الأرض المقدسة ويمتلكون الأراضي والقرى ويسكنون فيها ويزدادون تدريجيا إلى أن تصير فلسطين كلها وطنا لهم". وهذه الكلمات و إن كانت نص كلماته إلا أنها تشعرك من الوهلة الأولى لقراءتها أنها لأحد زعماء الصهاينة فقد كانوا يروجون أفكارهم على لسانه ، و لأن الدعوة إلى تجمع اليهود فى فلسطين من أصول دينه عمل اليهود على بقائه بعكا ودعم دعوته بها .
ومن المتوقع والغير مستغرب فى المستقبل القريب إذا لاقت الدعوة البهائية انتشارا و دعمت من قبل الصهاينة الأمريكان فى مصر أن يوصى إليهم رأسهم الإبليسي فى كتبهم اللاحقة أنه قد آن لهم أن يتمموا مملكتهم الكبرى التى بها يحلمون و إليها يسعون مملكة إسرائيل الكبرى من النيل إلى الفرات و قد وضعوا أيديهم ـ لا أقرها الله ـ على أرض الرافدين العراق و بقيت مصر التى يحاولون بكل السبل نشر البهائية بها كبداية للسيطرة مثل بداية السيطرة على فلسطين.
وقد استقبل عباس عبد البهاء الجنرال اللنبي حين أتى فلسطين بالترحاب لدرجة أن كرمته بريطانيا والتي كانت تحتل أكثر العالم الإسلامي ومنحته لقب "سير" فضلا عن أرفع الأوسمة الأخرى.
زار عباس أفندي عدة دول مثل لندن وأمريكا والمجر والنمسا وزار الإسكندرية داعيا إلى فتنته وأسس في شيكاغو أكبر محفل للبهائية ورحل إلى حيفا سنة 1913م ثم إلى القاهرة حيث هلك بها في عام 1340هـ - 1921م.
وعهد قبل موته بالأمر إلى ابن ابنته "شوقي أفندي الرباني" مخالفا بذلك وصية البهاء أن يكون خليفته أخوه الغصن الأكبر ولكنه فعل ذلك نكاية فيه إذ ظل مناوئا له إلى آخر رمق فى حياته. تولى شوقي أفندي زعامة البهائية خلفا لجده عباس أفندي في عام 1340 هـ - 1912م وسار على نهجه في إعداد الجماعات البهائية لانتخاب بيت العدل ومات بلندن ودفن بها وقدمت الحكومة البريطانية الأرض التي دفن بها هدية للطائفة البهائية.
وفي عام 1963 تولى تسعة من البهائيين شؤون البهائية وأسسوا بيت العدل من تسعة أعضاء أربعة أمريكان وإنجليزيان وثلاثة إيرانيين وذلك برئاسة فرناندو سانت ثم تولى رئاستها من بعده اليهودي الصهيوني ميسون الأمريكي الجنسية.
الباطنية
رسم يوضح المنبت الشيطاني للبهائية و ثمارها الخبيثة ( ظلمات بعضها فوق بعض )
الشيخية الباطينة
فرق كافرة أصلها بعض المجوس أبطنوا الكفر وأظهروا الإسلام تأول النصوص وفقا لأهوائها تنكر البعث والحساب والثواب والعقاب وتنشد إشاعة الفاحشة في الذين آمنوا وقد تولدمنها فرق كثيرة منها
كاظم الرشتي
أسسها أحمد الإحسائي كانت تبشر بقرب ظهور المهدي وأنه يعيش بين الناس في حالة روحية لطيفة وقد مهدت لفكرة تقمص المهدية بين أتباعها وكان من أبرزهم:
قال البعض عنه أنه قس نصراني ادعى الإسلام تولى الرئاسة الشيخية بعد أحمد الإحسائي وأهل أتباعها لإظهار فتنة البابية وكان من أخبث تلاميذه ثلاثة:
حسين البشروئى
علي محمد رضا الشيرازي
فاطمة بنت صالح "قرة العين"
كان كبير تلامذة الرشتي ولعب الدور الأكبر ومعه الجاسوس الروسي دلكورجي في دفع على رضا لادعاء البابية وادعى حسين البشروئي أنه باب الباب
تشيع بفكر الرشتي وأقنعه البشروئي والجاسوس الروسي كيازي دلكورجي أنه الباب الموصل للحقيقة الإلهية
ادعى المهدية ثم إدعى الألوهية وضع كتاب البيان وملأه بالسخافات والكفريات فتله شاه إيران رميا بالرصاص في مدينة تبريز يوم 27 شعبان 1266هـ – 8 يوليو 1850م. ووصى بخلافته لتلميذه.
خطيبة مفوهة مؤثرة فاجرة إباحية كانت من أجرأ تلاميذ الرشتي في إعلان مذهبهم دعت إلى شيوعية النساء والمال وأعلنت في مؤتمر دشت نسخ الشريعة الإسلامية.
وهو الأخ الأصغر للبهاء الميرزا حسين النوري تنازعا على زعامة البابية فأسس الميرزا حسين البهائية
وانقسمت البابية إلى:
بابية خلص
البهائية
الأزلية
وهم أتباع علي محمد الشيرازي رفضوا الانصياع لكلا الرجلين
أتباع الملقب بـ (بهاء الله) الميرزا حسين بن يحيي النوري المازندراني زعم أن الباب جاء ليبشر به وأنه المقصود من إرسال كل الرسل ادعى الرسالة والألوهية وأن الله يسكن جسده دعمه الصهاينة كثيرا ألف كتبا عديدة أهمها "الأقدس" وادعى أنه وحي من الله هلك سنة 1892 بعد ما جن وأوصى من بعده لولده :ـ
أتباع صبح أزل تمسكوا به كخليفة للباب على محمد الشيرازي
ولده الأكبر لقبه "الغصن الأعظم" نشب صراع بينه وبين أخيه "الغصن الأكبر" على زعامة البهائي تغلب عليه وكان له دور كبير في نشر البهائية وقد هلك في سنة 1921 بعدما أوصى بابن بنته:
صار على نهج جده في تكوين الجماعات البهائية حتى مات سنة 1963 فتولى بعده : تسعة بهائيين أسسوا بيت العدل بحيفا بزعامة فرناندو سانت ثم تولى بعده : اليهودي الصهيوني ميسون الأمريكي الجنسية.
العقيدة البهائية:-
ظاهر العقيدة البهائية ] ولاحظ أننا نتحدث عن فرقة باطنية و أنهم يظهرون إيمانا و يبطنون كفرا [ أنهم يؤمنون بالله وملائكته وكتبه ورسله والقيامة والباب والبهاء.
ولكن إيمانهم بالله والملائكة والكتب السماوية والرسل والقيامة ليس كإيمان المسلمين مطلقا. فالمسلم يؤمن بالله إلها واحدا فردا صمدا لا شبيه له ولا ند له ولا شئ يشبهه ولا شئ يعجزه أول بلا إبتداء وآخر بلا إنتهاء خالق بلا حاجة لخلقه فهو الغنى عن العالمين مستويا على عرشه فوق السموات السبع بائنا من خلقه غير مخالط لهم وهو من فوق عرشه يعلم ما في السموات وما في الأرض وما بينهما وما تحت الثرى وأنه وهو فوق عرشه أرسل الرسل والأنبياء رحمة للناس ولئلا يكون لهم حجة على الله وأوحى إليهم وحيا وأن رسله بشر من عباده اصطفاهم واجتباهم وأنعم عليهم يحيون كما نحيا ويموتون كما نموت ويبعثون كما نبعث ولا يملكون لأنفسهم نفعا ولا ضرا قال تعالى : " قالت لهم رسلهم إن نحن إلا بشر مثلكم "1 و قال سبحانه "قل إنما أنا بشر مثلكم يوحى إلى أنما إلهكم إله واحد"2 وقال "قل لا أملك لنفسي نفعا ولا ضرا إلا ما شاء الله ولو كنت أعلم الغيب لاستكثرت من الخير وما مسني السوء إن أنا إلا نذير وبشير لقوم يؤمنون"3.
وأن جميع الرسل والأنبياء جاءوا ليدعوا الناس إلى عبادة الله وحده لا شريك له قال تعالى : "ولقد بعثنا في كل أمة رسولا أن اعبدوا الله وأجنتبوا الطاغوت"4. وما من رسول أرسله الله إلا بالدعوة لعبادة الله وحده لا شريك له قال تعالى" و ما أرسلنا من قبلك من رسول إلا نوحي إليه أن لا إله إلا أنا فأعبدون"5
ولم يدع أحد فيهم إلى عبادة نفسه حاشاهم فهم أطهر خلقه وأعلمهم بالله وهم حملة لواء التوحيد فى أرضه و ما أرسلهم الله إلا ليدعوا الناس لعبادة رب الناس قال تعالى : "وإذ قال الله ياعيسى أأنت قلت للناس اتخذوني وأمي إلهين من دون الله قال سبحانك ما يكون لي أن أقول ما ليس لي بحق إن كنت قلته فقد علمته تعلم ما في نفسي ولا أعلم ما في نفسك إنك أنت علام الغيوب * ما قلت لهم إلا ما أمرتني به أن اعبدوا الله ربي وربكم"6 و قال جل وعلا ( ما كان لبشر أن يؤتيه الله الكتاب والحكم و النبوة ثم يقول للناس كونوا عبادا لى من دون الله ولكن كونوا ربانيين بما كنتم تعلمون الكتاب و بما كنتم تدرسون * ولا يأمركم أن تتخذوا الملائكة والنبيين أربابا أيأمركم بالكفر بعد إذ أنتم مسلمون)7 ويؤمن المسلم أن محمدا عبد الله المصطفى ونبيه المجتبى ورسوله المرتضى وأنه خاتم الأنبياء وإمام الحنفاء و أن كل دعوى للنبوة بعده غي وهوى لقول الله تعالى :
"ما كان محمد أبا أحد من رجالكم ولكن رسول الله وخاتم النبيين"8
ولكن البهائية أخزاهم الله يؤمنون بإله ليس له وجود مطلق وإنما وجوده مفتقر إلي خلقه فهو مفتقر إلى من يظهر من خلاله وهؤلاء هم الأنبياء والرسل فيتجلى لعباده من خلالهم بعدما يحل بهم حتى يتحد معهم فيصير الله و الرسول شيئا واحدا تعالى الله عما يقولون علوا كبير.
واعلم قبل أن نشرع فى ذكر ما يثبت تأليه البهاء عندهم أن البهائية يستخدمون التقية و هى إخفاء حقيقة مذهبهم لذلك فهم ينكرون أنهم يتخذون البهاء إلها من دون الله و يقفون عند زعمهم أنه رسول و لكن كُتُب البهاء نفسه و كُتُب أتباعه تنضح بعقيدتهم بألوهيته .
البهائية و الحقيقة الإلهية :
هناك تشابه كبير بين عقيدة البهائية و النصرانية من حيث تواجد الإله المعبود فى جسد بشري و هذا ما يعبرون عنه فى النصرانية باجتماع اللاهوت و الناسوت فيزعمون أن الله يظهر لخلقه من خلال رسله و أن جسد البهاء أكمل هيكل ظهر فيه الله وهذا شرك قبيح و كفر صريح نعوذ بالله منه إذ كيف يكون خالق الأكوان الذى وسع كرسيه السموات و الأرض بحاجة إلى جسد إنسان؟! تعالى الله عما يقولون علوا كبيرا.
وكذلك هناك تشابه بينهم و بين اليهود فى سوء أدبهم مع ربهم إذ ليس عندهم كبير فوارق بين الخالق والمخلوق حيث يقولون إن الله خلق السموات والأرض فى ستة أيام من الأحد إلى الجمعة ثم تعب و استراح يوم السبت و لهذا يعظمون يوم السبت فنسبوا الله إلى التعب و هو من العجز فقال الله تبارك وتعالى (ولقد خلقنا السماوات والأرض وما بينهما في ستة أيام وما مسنا من لغوب)1 أى من تعب و لما دعاهم ربهم للتصدق قالوا إن الله فقير ونحن أغنياء فقال الله تعالى (لقد سمع الله قول الذين قالوا إن الله فقير ونحن أغنياء سنكتب ما قالوا وقتلهم الأنبياء بغير حق ونقول ذوقوا عذاب الحريق)2 وغالوا فى أشخاصهم حتى قالوا (نحن أبناء الله و أحباؤه ) فقال الله (قل فلم يعذبكم بذنوبكم بل أنتم بشر ممن خلق يغفر لمن يشاء ويعذب من يشاء ولله ملك السماوات والأرض وما بينهما وإليه المصير)3
نصوص التأليه من كلام البهاء نفسه :
وهذه بعض النصوص التى تثبت أن حسين المازندراني ادعى الألوهية و إن أنكروا هم ذلك فقد ادعى عدو الله حسين المازندراني أن الله يظهر من خلاله لخلقه ومثال ذلك من كلامه:
"وإن دمي يخاطبني في كل الأحيان ويقول يا طلعة الرحمن" مجموعة أذكار وأدعية من آثار البهاء ص 8 و هذا صريح فى ادعائه أن الله جل وعلا يحل فيه.
ويقول في مجموعة أذكاره ص 78 "وإنك أنت رب البهاء ومحبوب البهاء والمذكور في قلب البهاء والناطق بلسان البهاء".
وفي صفحة 155 يقول "سبحانك يا إلهي قد توجه وجه البهاء إلى وجهك ووجهك وجهه ونداؤك نداؤه وظهورك ظهوره ونفسك نفسه وأمرك أمره وحكمك حكمه وجمالك جماله وسلطانك سلطانه وعزك عزه وقدرتك قدرته" وهذا هو عين عقيدة الاتحاد وهى أن الله اتحد به و اندمج معه و سكن جسده والعياذ بالله.
وتتضح عقيدة الحلول والاتحاد عند البهاء حينما يفسر لقاء الله في الآخرة بقوله "وكذلك المقصود من اللقاء لقاء جماله في هيكل ظهوره ــ أي نفسه ــ" الإيقان ص 143.
وكذلك قوله فى الإيقان ص 58 "ويشاهد في تلك الأثناء طلعة الموعود وجمال المعبود نازلا من السماء وراكبا على السحاب يعني أن ذلك الجمال الإلهي يظهر من سماوات المشيئة الربانية في هيكل بشري" نعوذ بالله كيف يكون رب السماوات و الأرض فى هيكل بشري من طين.
ثم تراه يصرح بتأليه نفسه و يدعو إلى عبادة ذاته باسلوب أفدح في كتابه الأنجس المسمى بـ"الأقدس" فيقول ص 81 "من عرفني قد عرف المقصود من توجه إلي قد توجه إلى المعبود".
ثم تأتي الفاضحة التي تعري البهائية من أقنعة التقية وتجردهم من أسلحة المراوغة والتلاعب بالألفاظ وذلك في قول البهاء نفسه:
] يا إلهي إذا أنظر إلى نسبتي إليك أحب بأن أقول فى كل شئ بأني أنا الله[
رسالة الشرح ملحقة بالأقدس ص 257.
هذا هو البهاء مدعي الألوهية يدعو إلى عبادة نفسه بحجة أن الله موجود فيه والنصوص صريحة واضحة لا تحتمل تأويل كما إننا لا نقبل منهم تأويل البتة ذلك لأن أقدسهم يقول ص 106:
"إن الذي يأول ما نزل من سماء الوحي ويخرجه عن الظاهر إنه ممن حرف كلمة الله العليا وكان من الأخسرين في كتاب مبين".
فهم يحرمون التأويل وإجراء النصوص على ظاهرها عندهم واجب لذلك نلزمهم بما ألزموا به أنفسهم و هو إجراء النصوص على ظاهرها .
والأظهر أن البهاء حرم تأويل نصوصه هو أما بقية الكتب السماوية فلم يتعامل معها إلا بالتأويلات الباطلة كما سيأتي.
كانت هذه أمثلة من وسوسة الشيطان ووحيه لعبده البهاء حيث زين له إبليس أن الله اختاره مكانا ليستقر فيه و لسانا يعبر به و قبلة يتوجه إليها عابدوه الذين هم فى الحقيقة عابدوا إبليس .
و إلى القارئ الكريم توضيح أكثر من سدنة هذا الإله الباطل و شارحي كلامه
فقد قال الجلباتيجاني في مقدمة كتابه "الفرائد" ص 15، 16 :
"إن عامة الناس يظنون أنه في إستطاعتهم هزيمة البهائيين حيث يسألون ماذا كان دعواه "أي البهاء"؟ فإن قيل النبوة يقولون ورد في حديث "لا نبى بعدي" فإن قيل المهدية يردون عليهم بذكر الأوصاف التي وردت في الروايات ولكنهم لا يعرفون أن قائمنا (أي البهاء) يملك منصب الربوبية".
وقال بهائي هندي "إن البهائيين يعتقدون أن دور النبوة قد انتهى وعلى ذلك ما قالوا يوما إنه نبي أو رسول بل هم يعتقدون أن ظهوره هو عين ظهور الله" مجلة كوكب الهند 6ج6 فى 24 يونيو 1927م.
ويقول حيدر علي البهائي في "بهجة الصدور" :
"قد أذعنا وأيقنا بألوهية البهاء الذي لا يزال بلا مثال وقديم قدم الجمال".
ويقول بهائي آخر وهو النقابة آل محمد في كتابه " الدليل والإرشاد" :
"فقد رأي الرسول صلى الله عليه وسلم الرب سبحانه وتعالى متجليا في حضرة علي محمد الباب". فما أعجب وقاحة هذا الكذاب ومدى استخفافه بعقول متبعيه إذ أن بينه و بين النبى صلى الله عليه وسلم 1250 سنة
و يقول "فالله جل جلاله يتجلى لعباده مرتين في هذه الدورة:
فأولا بحضرة مظهر الربوبية المبشر الأعظم بحضرة بهاء الله السيد علي محمد الباب ثم بجمال القدم حضرة بهاء الله الذي هو المقصود الأول".
وهكذا يقول البهاء عن أبيه في مكاتبه ص 138 "تجلى رب الأرباب والمجرمون خاسرون وهو الذي أنشأكم النشأة الأخرى وأقام الطامة الكبرى وحشر النفوس المقدسة في الملكوت الأعلى".
هذا هو اعتقاد البهائيين في الله كفر بواح وشرك صراح و لا تساوى ثمن هذا الورق و لولا سؤال الناس عنها ما كتبناه .
فمن المعلوم بالضرورة لكل مسلم أن الله أعز وأجل وأكرم وأعظم من أن يحتاج لأحد من خلقه بل كل خلقه إليه فقير وكل أمر عليه يسير لا يحتاج إلى شئ ولا يقوم بشئ بل هو قيوم السماوات والأرض وكل خلقه محتاج إليه هو الصمد الذي تقصده كل المخلوقات بحوائجها فالله هو الغني ونحن الفقراء إليه يملك كل شئ و لا يحيط به شىء.
قال الله تقدس فى عليائه"ولله ما في السموات وما في الأرض ولقد وصينا الذين أوتوا الكتاب من قبلكم وإياكم أن اتقوا الله وإن تكفروا فإن لله ما في السموات وما في الأرض وكان الله غنيا حميدا* ولله ما في السموات وما في الأرض وكفى بالله وكيلا * إن يشأ الله يذهبكم أيها الناس ويأت بآخرين وكان الله على ذلك قديرا"1.
وقال "يا أيها الناس أنتم الفقراء إلى الله والله هو الغني الحميد* إن يشأ يذهبكم ويأت بخلق جديد* وما ذلك علي الله بعزيز*"2.
وأما ادعاء هذا الأفاك أن الله يحل فى خلقه و يتحد بهم فهذا فى حد ذاته كفر إذ أن الله سبحانه وتعالى قال فى كتابه الكريم " الله الذي خلق السماوات والأرض وما بينهما في ستة أيام ثم استوى على العرش ما لكم من دونه من ولي ولا شفيع أفلا تتذكرون * يدبر الأمر من السماء إلى الأرض ثم يعرج إليه في يوم كان مقداره ألف سنة مما تعدون "1
و قال سبحانه " أأمنتم من فى السماء أن يخسف بكم الأرض " و قال النبي صلى الله عليه وسلم كما فى البخاري " ألا تأمنوني و أنا أمين من فى السماء "1
فالآيات و الأحاديث صريحة في أن الله تعالى مستوٍ فوق عرشه فوق السموات السبع غيرمخالط لخلقه و لا حالّ بينهم هذا ما جاءت به الآيات الصريحة و الأحاديث الصحيحة فمن اعتقد غير ذلك من أن الله بين خلقه أو أنه سبحانه متحد بهم فقد كذب بالقرآن وكفر بالرحمن .
البهائية والأنبياء :-
أما عقيدة البهائية فى الرسل و الأنبياء فهى الأخرى تنضح بتقديس البهاء إذ يرفعونه فوق كل الرسل و الأنبياء فيزعمون أن كل الرسل جاءت لتبشر به و أن الله يظهر لعباده من خلال رسله و البهاء هو أكمل الهياكل التي يظهر فيها الله
ـ تعالى الله عن ذلك علوا كبيرا ـ و يزعمون أن باب الرسالة مفتوح لم يغلق و أن كل دورة - مصطلح مخترع- لها رسول و الدورة ألفا عام (2000 عام) و أن هذه دورة البهاء .
ومن دراسة التاريخ نعلم أن بين عيسى عليه السلام و بين محمد صلى الله عليه وسلم واحدا و سبعين وخمسمائة عام (571 سنة) و كان لوط وإسماعيل
معاصرين لإبراهيم وكان يوشع معاصرا لموسى وكان زكريا ويحي وعيسى عليهم السلام فى زمن واحد وكان يوسف معاصرا ليعقوب عليهم صلاة الله و سلامه أجمعين ، فأى كذب يتكلم به هؤلاء .
وقد ختم الله بنبينا محمد صلى الله عليه وسلم باب الرسالات و أكمل به الدين و أتم به النعمة على المسلمين فما الحاجة إلى رسول جديد بعدما أتم الله الدين الذى ارتضاه لخلقه قال تعالى (( اليوم أكملت لكم دينكم و أتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام دينا ))
ويحاول هؤلاء التلاعب بنصوص الكتاب والسنة و تحريفها لأنهم يعلمون أن المسلمين سيكذبونهم فقد قال الله تعالى : (( ما كان محمد أبا أحد من ر