الشعب .. والثورة ..
أول شهيد من شهداء الثورة سقط فى مدينة السويس مما زاد من اشتعال الثورة فى تلك المدينة بالذات !! فأكبر خطأ ترتكبه الأنظمة العربية المتهاوية الآن ، هو استعمال العنف ضد الشعوب الثائرة عليها ، فكلما ازداد العنف ضد الجماهير كلما ازداد اصرار هذه الجماهير على إسقاط تلك الأنظمة الفاسدة ..
وأجهزة الأمن المتوحشة باتت لا تقتصر على ممارسة العنف المفرط فقط ضد الشعوب .. وإنما اتجهت الى القتل العمد ظنا منها أنها بذلك ستجهض الثورة التى قامت ..!! ولكن هيهات ، فمن نقطة الاجهاض هذه تشتعل الثورة فى النفوس أكثر ، ويزداد الاحتقان أكثر وأكثر مما ساعد على زيادة قوة انفجار الشعوب فى وجه الأنظمة الظالمة .
ومن أجهزة الأمن التى تحمى الأنظمة كان قيام الناس ، حتى تأتى ثورتها على تلك الأنظمة والأجهزة فلا تقوم لها قائمة .
***
الحاكم العربى .
الرئيس اليمنى تعرض لمحاولة اغتيال ، وقد أصيب من جرائها بحروق بالغة فى الوجه والكفين .. وفى أول ظهور إعلامى له ، خرج وهو يضع قدم فوق أخرى ، متحديا ثورة شعبه ، ليقول لهم أنه مازال بخير ولن يتنازل عن السلطة !!! بالرغم من الحروق التى أصابته !!!
والرئيس الليبى فتح النار على شعبه .. وبات أول رئيس فى التاريخ يقصف شعبه من الجو بسلاح الطيران ، مما استدعى دخول دولا غربية الى الاراضى الليبية بحجة مقاومة هذا النظام الباطش ..!! ومازال الرئيس متمسك بعرشه على ليبيا !!!
أما الرئيس المصرى بعد أن قرر التنحى عن الحكم ، خرج الى شعبه فى آخر خطاب له ، وقال انه لم ولن يتنحى أبدا عن الحكم ..!!! مما استفز المصريين وقتها الى أقصى مدى ..!! فالرئيس المصرى كذب على شعبه مفضلا أن يظهر فى مظهر الرئيس القوى الذى لا يضعف أمام إرادة الشعب ..!!!
من الواضح إذن أن الحكام العرب ، قد أصابوا بأمراض مزمنة ، من طول بقائهم فى السلطة ، الغرور والتكبر والعناد هى أولى هذه الأمراض ، وقد بات التشبث بالحكم يجرى فى عروقهم مجرى الدم ..!! وربما يكون الخوف مما ينتظرهم بعد خروجهم من الحكم هو ما يحركهم أيضا .
ولكنهم لن يستطيعوا أبدا العناد أمام حركة التاريخ .. فرياح التغيير هبت ، ولابد من التجديد ونجاح الثورات العربية العظيمة ، لأنها إرادة الشعوب الحرة .